اضغط هنا .. لترشيحى لأفضل مئة مدونة

الاثنين، ١٠ سبتمبر ٢٠٠٧

باقة زهور ... قصة قصيرة



أعمل فى مستوصف طبى ليس بالكبير، حيث إننى ما زلت طبيباً حديث التخرج، وأجد حنيناً فى أن أجالس أصحاب الأمراض المستعصية، وليست مجالستى لهم من باب الشفقة عليهم، ولكنى أرى فيهم حكمة أفتقتدها فى كثير من الناس، إنهم – وعلى الرغم من أن بعضهم صغير السنقد اقتربوا كثيراً من توديع دنياهم، فبدوا أنضج عقولاً، وأحن قلوباً، وأعذب حديثاً..بل ربما تجد فى شبابهم المفقود نتاج تضحية لم يقدمها من خاض أهوال الحروب وويلاتها.

أعمل مساءاً كل يوم عدا يوم الخميس فهو راحة، بالإضافة طبعاً إلى الجمعة عطلتى الأسبوعية، وعلى الرغم من معارضة أسرتى لعملى الليلى هذا، فإنى أحبه، وارتضيه عن نفس مطمئنة، فأنا أحب الليل ..وأعشق سكونه.. وهدوء دجاه..أشعر فيه براحة نفسية بالغة، عكس ما أشعر بها فى ضوء النهار الساطع المقلق، المبدد لأى ذرة سكون.

ذهبت ذات ليلة– كالمعتاد – إلى الطبيب المتخصص لأستشيره فى شئ.. وهناك وجدتها..جالسة على كرسى صغير متناسب أشد التناسب مع ضآلة حجمها..تنظر إلى الأرض..فى نظرة حالمة..مستكينة.. وادعة..لاتعبأ بأحد ممن يجلسون قبالتها أو بجوارها.

تلبس ثوباً وردى اللون..أنيق ولكنه ينطق بالبساطة ويكاد يفشى بتواضع الحال، حملقت فيها متمعناً فى شعرها الأسود الفاحم الناعم – كم أعشق هذا اللون – مسترسلاً على كتفيين صغيرين كاملى الاستدارة فى إبداع خلقى متكامل.

طالت نظرتى إليها..علها ترفع رأسها..لأظفر برؤية عينيها ولكنها أبداً لك تفعل، سألت سكرتيرة المكتب – أقصد غرفة الطبيب المختص – عنها، وفى همس قالت:

اسمها (زهرة)...حالة متقدمة من سرطان الدم

رباه..لا تخبرينى أن هذا الملاك...من الممكن أن يصاب بهذا الداء الخبيث، نظرت مرة أخرى إليها، ولكنها قامت وغادرت المكان دون التفاتة واحدة إلى غرفة الطبيب..

هرعت مسرعاً ورائها، وتابعت خطواتها الرشيقة على درجات السلم..وانقبض قلبى..

ماذا دهاه؟!

لم يختلج هكذا بين ضلوعى؟!..بل.. لم يزداد خفقاناً بهذه الطريقة؟!

أضحت حياتى كلها مبنية عليها، وأصبح ترددى على غرفة الطبيب دائماً، يوم أجدها جالسة على نفس ذات الكرسى، أشعر وكأن ملائكة السماء جميعهم ترفرف أجنحتهم على هذا الكرسى بالذات تحية لأخت كريمة عزيزة لديهم.

ويوم لا أجدها فلا تسل على كآبة نفسى، ولا على منحنى إيقاعى الذى يكون يومها فى الحضيض.

(زهرة)

قرأت أن كل إنسان يأخذ نصيباً ولو يسيراً من اسمه، ولكنى لم أصدق هذه المعلومة إلا هذه اللحظة.. هى زهرة حقاً..زهرة متفتحة..يانعة..مشرقة..ممتلئة بالحياة.. على الرغم من أيامها المعدودة.

أردت أن أحادثها، ولكنها لا تترك لى فرصة للحديث، تأتى قبل موعدها الذى حدده الطبيب بخمسة دقائق، تجلس على هذا الكرسى منتظرة، ناظرة إلى الأرض دائماً – لم أر عينيها مرة واحدة – إلى أن يأتى دورها وتدخل، وبعد دقائق..تخرج مسرعة إلى الشارع، ولا أراها.. ولا..حتى ألحق بها.

إن زاد انتظارها عن خمس دقائق، فهى تغادر المستوصف دون كلمة واحدة...أرى نظرات الإشفاق واضحة فى عينى السكرتيرة، ولكن ليس عليها ...بل على أنا

نعم على أنا..ولست أدرى مالسبب؟..ربما حيرتى هذه تثيرها وربما أيضاً تحزنها.

جئت ليلة لأراها..لم أجدها، ووجدت السكرتيرة تبكى، سألتها وأنا ملتاع ...ماذا حدث؟

أخبرتنى أنها فى غرفة الإنعاش!!...ماذا؟؟...لا أصدق..فى أى مستشفى لعين تكون، أخبرتنى بعنوانها ، انطلقت كجواد أسير تم فكه منذ لحظات، أعلم أنها ليست النهاية..أوقن بذلك..أنت لا تصدقنى وهذا شأنك!!

ولكى أقنعك عرجت على محل للزهور واشتريت باقة كبيرة من الزهور..اليوم ألقاها .. اليوم أكلمها.. أحدثها عن كل شئ..أخبرها بحبى ومراقبتى لها..كل شئ..

وصلت إلى المستشفى، هرولت إلى غرفة الإنعاش، نظرت عبر زجاجها، لأجد ملاكى الصغير، فى حالة استرخاء تام..باسمة الثغر..مشرقة الوجه..رباه...مغمضة العينين..لا أراهما مرة واحدة فى حياتى..أرى الممرضة تذرف دمعاً..ماذا حدث؟..تقوم..تمسح دمعها.. تمسك بالملاءة البيضاء و تجذبها إلى أعلى رأسها..ثم تتركها مغطاة الوجه والرأس والجسد...لا..لم يحدث هذا؟..لم .. لم..لم.؟! أتقدم دون أن يمنعنى أحد..أضع باقة الزهور الكبيرة بجوارها..أضعها ..وأضع دموعاً غزيرة....

بلا انقطاع.

الأربعاء، ٢٩ أغسطس ٢٠٠٧

هاتف ليلى- قصة قصيرة

كتبها : م. كريم بدران

ترررررن ... ترررررن ... ترررررن ...

هكذا استيقظت على هذا النداء المحموم، وبفم ملىء بآثار النعاس رددت متذمراً:

- أرجو أن يكون لديك سبب قهرى لإزعاجى و...

- زوجتك عندنا فى المستشفى بين الحياة والموت ... أرجو أن تحضر!!!!

زوجتى ... من هذا المخبول ؟ .. زوجتى بجوارى نائمة كالثو .. كالملاك الحالم ... أضأت الأباجورة الأنيقة التى ... أين ذهبت ؟!!

ليست بجوارى كما اعتقدت !! ... مالذى سيجعل زوجة محترمة تغادر فراشها لتكون فى المستشفى بين الحياة والموت وفى ساعة متأخرة مثل هذه ؟!

نظرت فى الساعة المعلقة على الحائط أمامى مباشرة فوجدتها الثالثة صباحاً ... رفعت السماعة لأستفسر من هذا الوغد فى أى مستشفى تكون ... ولكنه – يا للحيوان- أنهى المكالمة وكأنه من الطبيعى للغاية أن أعرف فى أى مستشفى هى؟ .. وما الذى جعلها تكون فى هذه الحالة التى بين الحياة والموت !!

اهدأ قليلاً ودعنا نفكر بهدوء ... مالذى يمنع من أن ألقى نظرة على الرقم الذى طلبنى ومنه أعرف رقم المستشفى إذا كان يطلبنى منها طبعاً وهذا هو الغالب، لأنه ليس من الطبيعى أن يطلب ... هل من الممكن أن تهدأ قليلاً ؟!! ... أولاً أنا لست مشتركاً فى هذه الخدمة اللعينة ... لو سمعت كلامها واشتركت ... لكنى كنت أراها خدمة ترفيهية لا لزوم لها سوى أن أربح الشركة خمسة عشر جنيهاً زائدة عن كل فاتورة هاتف أدفعها !!

إذن مالعمل الآن ؟!... لا بد وأن يكون هناك حل ... لو انتظر هذا الوغد قليلاً على الهاتف ... لو أخبرنى فى أى مستشفى لعين ترقد ... ثم مالذى حدث لها ؟ ... مالذى جعلها تخرج من البيت أساساً ؟ ... وأين كنت أنا وقتها ؟ ... بالطبع كنت قتيلاً كخروف تم نحره من ساعات ... لم لم تخبرنى أنها ذاهبة ؟ ... آآآآآآآآآآآآه ..... رأسى ستنفجر ..... اهدأ قليلاً أخذك الله !!

هل أبلغ الشرطة ؟ ... وما الذى سأقوله فى البلاغ ؟ ... صحيت من النوم على هاتف يخبرنى بأن زوجتى فى المستشفى بين الحياة والموت !! ... وماذا عساهم أن يفعلوا ؟ ...

هل تكون قد ذهبت لمستشفى (...)؟ ... هى بجوارنا لاتبعد عنا سوى محطتين فقط، وهناك أنجبت أبنائنا الثلاثة ولم نعرف سواها طيلة حياتنا الطويلة، لم ندخلها قط منذ أن أنجنبت (رامى) آخر الأولاد ... ربما تكون هناك ... الحل إذن أن أغير ملابسى وأنزل إليها مسررررررعاً.

******

ما أغرب هذه الحياة؟ ... ليس هذا سؤالاً فلسفياً أو مقدمة لموعظة دينية مملة من تلك التى نتلقاها كل صلاة جمعة، قليل من الكلمات المحفوظة التى لا يعرف شيوخ هذه الأيام سواها ويرددونها دونما يعرفون معناها، ونسمعها كالذى ... ليست كذلك على الإطلاق !!

أنا دكتور محيى طبيب حديث التخرج، وجديد على مستشفى (...)، وأحب أن أعمل ليلاً ولذلك تجدنى فى جميع الشيفتات الليلية، أتلقى حالات الاستقبال فى ملل وربما فى قشعريرة أحياناً، أو ارتشف أكواباً من الشاى الردئ الذى أبتاعه من بقالة الحاج محمود على أول الشارع ... مالذى كنت أقوله ؟ ... معذرة فأنا من النوع الثرثار الذى ما إن يجد أذناً بشرية بجواره حتى يسرع بالتهامها على الفور ... هذا تعبير مجازى لمن لا يفهم فى مثل هذه الأمور !!!

بالفعل الدنيا مليئة بالأشياء الغريبة التى لا يجد لها أحد تفسيراً، وربما لا يرهق نفسه فى التفسير من البداية، ولكن بطبيعتى الفضولية أنا لا أهدأ حتى أعرف ؟ ... لماذا؟ ... حسناً ... حتى ألتهم أذن شخص ما بما عرفت ... ألم أقل لكم أنى كثير الكلام ؟!

خذ عندك مثلاً هذا الرجل غريب الأطوار الذى يأتى كل ليلة فى حوالى الساعة الثالثة والربع، ملهوفاً للغاية يتسائل فى هلع بالغ، عن الحالات التى استقبلناها هذه الليلة، إن تواجد فيها امرأة تسمى (إيمان أبو المجد) ويدعى أنها زوجته، ولما أخبره بأنه ليست هناك حالات خطرة لسيدات على الإطلاق وليست هناك أى امرأة أساساً مصابة جاءت هذه الليلة، أجد نظرة تنم عن ارتياح لحظى سرعان ما تزول، وتحل مكانها نظرات فزع وخوف، وهو يقول فى ارتباك :

- لقد تلقيت مكالمة تليفونية منذ ربع ساعة ... ينظر فى ساعته ويكمل بتأكيد:

- نعم منذ ربع ساعة من شخص لا أعرفه أن زوجتى فى أحد المستشفيات بين الحياة والموت.

أسأله السؤال الذى أصبح مملاً وبلهجة لا توحى بالقلق على الإطلاق:

- ياسيدى ... أنت تأتى كل يوم من أسبوع كامل فى هذا الوقت لتقول مثل هذا الخبر وترحل ولا نراك إلا فى اليوم التالى فى نفس المعياد .

اليوم أردت أن أعرف منه الحكاية كاملة، إن كانت هناك حكاية ما، انتحيت به جانباً بعيداً عن الممرضات، وفتحت له علبة من المياه الغازية لتهدئته قليلاً، وتحدثت إليه بلهجة هادئة قائلاً:

- ما الأمر حقيقة؟ ... لماذا تأتى كل يوم لتسأل عن هذه السيدة ؟

نظر لى بغضب وهو يصرخ:

- إنها زوجتى ... وأخبرك أنها بين الحياة والموت فى أحد المستشفيات التى لا أدرى عنها شيئاً على الإطلاق و ...

- ودائماً ما ترحل بعد أن أخبرك بأنها ليست هنا ... هل هى مفقودة منذ أسبوع ولا تعلم مكانها ؟

نظر لى نظرة صامتة طويلة ... ورحل بلا كلمة واحدة

********

"لم أعد قادرة على الاستحمال ... لقد فاض بى الكيل "

تصرخ زوجتى الحبيبة فى وجهى بهذه الكلمات وهى ثائرة، بعد أن أقضى الليل كله فى البحث عنها وأعود منهكاً والليل قد ولى وأعلن الصبح عن مجيئه بأشعة واهنة لم تشتد بعد ...

- هل أصابك الجنون؟ ... أم هذا هو العذر السخيف الذى تقوله حتى لا أسألك أين كنت طوال الليل؟!

- كنت أبحث عنك ... قلت لك أننى تلقيـ...

- دعك من هذا الهراء ... الهاتف لم يرن طوال الليل ... لم أنم هذه الليلة حتى أعرف ما تفعله، ووجدتك تقوم من فراشك فى الساعة الثالثة مفزوعاً ... وتلبس ملابسك وكأن الشيطان يطاردك ... وتخرج مسرعاً ... ولا أعلم بعدها أين تذهب؟ ... ولا أراك إلا عندما تشرق الشمس بهذه الحكاية السخيفة !!

- أنا لا ... أنا لا أكذب ... أقسم لك أننى كل يوم أتلقى هذه المكالمة ووقتها لا أجدك بجوارى !!

- لماذا ؟ ... هل تكون أعمى وقتها؟!

- ........

- أنت لا تعرف بم ترد؟ ... لأنى كشفتك اليوم ... هل هذا الهاتف الغريب كل يوم يخبرك بأنى بين الحياة والموت ولا تسأله فى كل مرة عن اسم المستشفى التى أكون راقدة فيها ... فأل الله ولا فألك !!

- نعم ... هو لايترك لى فرصة لسؤاله !!

- نعم لأنه لا وجود له أصلاً !!

*******
هى لا تصدقنى ... المصيبة أنها لا تصدقنى ... أنا لست مجنوناً ولا كذاباً، وإن أصبحت أشك فى هذا، عندما أستيقظ لا أجدها بالفعل بجوارى، أنا لا أخرف، وأتلقى المكالمة بالفعل وهذا ليس حلماً، لكن بعد حديثها الحانق هذا لن يهمنى أمرها، ولن أهتم ما إذا كانت فى المستشفى أم لا، أنا فقط أريد أن أعرف إن كنت مخرفاً أم لا، كان أول شئ فعلته أن ذهبت إلى السنترال وقدمت على خدمة إظهار الطالب، واشتريت هاتفاً ممن يدعم هذه الخاصية، اليوم ... أقصد الليلة أتأكد من حقيقة صدقى ... وأريها أننى لم أكن أخدعها أو أكذب عليها.

لم أنم هذه الليلة منتظراً بكل هدوء اللحظة التى يرن فيها الهاتف، ولكنه لم يرن، انتظرت طويلاً بعد الساعة الثالثة صباحاً موعد المكالمة ولكنه لم يتحرك، هذا الهاتف اللعين ... تكلم أيها الوغد !!

أقسم أننى لم أكن أكذب عليها، كما أنى لم أكن أحلم، وإلا فأنا مجنون حقيقة، أى طفل فى عمر (رامى) ابنى يعرف ما هو الفرق بين الحلم والحقيقة !!

الذى أثار غيظى بحق أنها استيقظت فى الثالثة صباحاً، لتسألنى بتشف واضح هل تلقيت هذا الهاتف الليلى المزيف – كما تزعم – أم أنها كانت محقة وأننى وغد لأنى لم أجد حجة لصرمحتى الليلية سوى أن أجعلها طريحة حادثة على أحد الأسرة فى أحد المستشفيات حتى أتخلص منها.

********

أعود إليكم مرة أخرى ... بثرثرتى المعهودة لأوضح لكم كم أن الحياة غريبة بالفعل، كنت قد أخبرتكم عن هذا الرجل الذى يدعى أن زوجته ترقد فى مستشفى ما لا يعرفها، ويبحث عليها .... أنتم تعرفون القصة .

بعد آخر محادثة لى معه لم أره إلا بعد ثلاثة شهور، وهى مدة طويلة نسبياً لرجل كان يأتى يومياً، وكانت قصة رؤيتى له العجب العجاب.
الحكاية بدأت فى إحدى الليالى وبالمناسبة أنا أعشق العمل الليلى لأن الليل دائما الهدوء والسكينة ... معذرة ... لقد أخبرتكم هذا من قبل ... المهم ... فى هذه الليلة سمعت ولولة عربة الإسعاف كالمعتاد ولكن قلبى انقبض مع صوتها فى هذه المرة بالذات ولست أدرى ما السبب ؟

عرفت السبب على الفور عندما أنزل رجال الإسعاف هذه السيدة الراقدة على المحفة فى حالة لم أرى مثل بشاعتها على الإطلاق، كانت مهشمة تقريباً والدماء تغرقها وكأنها كانت تستحم به، صرخت فى المسرعين بالإسراع، وأمرت الممرضات أن يحضرن حجرة العمليات على الفور وأبلغت طبيب الجراحات على الفور بالحالة، وجدت حقيبتها ملقاة على الأرض قد سقطت من على المحفة عندما كانوا ينزلونها ...

بحثت فيها لأخبر أقاربها بما حل بها، آه .. نسيت أن أخبركم أن الذى صدمتها هى شاحنة كبيرة وأن سائقها هو الذى طلب الإسعاف لها وجاء معها وهو يجلس الآن خارجاً فيما بعضهم يبلغون الشرطة عن هذا الحادث.

ها لقد وجدت بطاقتها الشخصية اسمها (إيمان على أحمد أبو المجد ) متزوجة من (مختار السيد ) ... أريد رقم هاتف ...

" إيمان أبو المجد "

ها هو المحمول مؤكد أن به رقم منزلها ... أو رقم أحد أقاربها

" أين سمعت بهذا الاسم من قبل ؟"

هاهو رقم (منزلنا) ... اضغط اتصال ...

" رباه !! ... إيمان أبو المجد ...!! "

الجرس يتواصل ولا أحد يجيب ... ها هو يجيب قائلاً

- " أرجو أن يكون لديك سبب قهرى لإزعاجى و..."

- زوجتك عندنا فى المستشفى بين الحياة والموت ... أرجو أن تحضر!!!! ... أنا دكتور محيى ...

من هذا المخبول؟ ... لقد أغلق الهاتف ... لم أقل أى مستشفى و......

نظرت فى الساعة فوجدتها الثالثة صباحاً !!!

بعدها بربع ساعة كان يدخل مهرولاً ويقول فى قلق بالغ :

- هل أتت لديكم حالة خطرة لسيدة تدعى (إيمان أبو المجد) !!


الأحد، ٥ أغسطس ٢٠٠٧

وقت فراغ- قصة قصيرة

وقت فراغ- قصة قصيرة

كريم بدران

(طارق) ... مهندس ناجح جداً فى شغله .. ملتزم حرفياً وبكل ما تعنيه حروف الكلمة من معنى، بتوقيتات العمل، وأعبائه ومتطلباته، لم يسمع عنه أحد كلمة واحدة تدل على الاستهتار أو اللامبالاة، كما أنه ذكى للغاية، وحريص فى كلماته وتصرفاته ، وحذر جداً فى علاقاته مع زملائه فى العمل أو فى أى مكان .. هل أنهيت كل شئ عن (طارق)؟ .. أعتقد ذلك .. ربما الشئ الوحيد الذى لم أذكره أنه يسكن وحيداً .. وغذاً يوم راحة لا عمل فيه !!

للتو دلف إلى شقته فى المنطقة الراقية من العاصمة، خلع نظارته الشمسية الأنيقة، ووضعها مع الموبايل وسلسلة المفاتيح على المنضدة الصغيرة المجاورة للباب، وخلع الجاكت وعلقه فى بطء على أحد الكراسى، وتوجه إلى الثلاجة وتناول منها علبة من العصير المشهور الماركة، وألقى بنفسه على مقعد وثير مواجها للبلكونة، بعد أن فتح بابها ليدخل الهواء المنعش أرجاء الشقة.

رشف عدة رشفات من العصير بتلذذ، وعلى مدى وقت طويل للغاية كما لو أنه يريد أن يستمتع بكل ذرة من ذرات السائل المثلج ... داعبت خصلات شعره الناعم نسمات رقيقة من الهواء الرطب، على الرغم من أن الوقت كان لا يزال نهاراً، ومع تهدل إحدى خصلات شعره، رفع يده ليعيد الشعيرات المتناثرة إلى مكانها، وهو يتأمل العمارة المقابلة له .. حقيقة لم يكن ينظر إلى العمارة وإنما كان يراقب فتاة جميلة تقف فى شرفتها وتتكلم فى المحمول ..

وعلى الرغم من أنه يسكن هنا منذ مدة، وكثيراً ما يقف فى الشرفة متأملاً الشارع والعمارات المواجهة له إلا أنه لم يرها من قبل، هو لم يحدد ملامحها تماماً بالطبع، ولكن الانطباع العام يوحى بأنها فاتنة حقاً !!

لم انشغل عقله بها؟ .. ولماذا يفكر أصلاً بهذ الطريقة؟ .. لقد استغرق كل وقت انصرافه من العمل إلى وصوله إلى البيت، فى التفكير فى كيفية قضاء غذه، فهو عادة كان يترك يوم إجازته الوحيد فى الأسبوع نظراً لانشغاله الشديد بقية أيامه فى قضاء مشاوير لقضاء حاجاته التى لا يستطيع أن يقضيها فى باقى الأيام، هذا هو اليوم الأول له منذ مدة طويلة فعلاً فارغاً تماماً ... لا يعرف ماذا يفعل؟! ..

لقد مل حياته المنتظمة المنضبطة الرتيبة، ويريد تغييراً جذرياً حتى ولو كان يوماً واحداً .. سيقابل أصدقائه وسيخرجون فى نزهة ليليـــ ... بتر أفكاره مرة واحدة ... متذكراً أنه من شدة ارتباطه بعمله لم يكن لديه أصدقاء .. هو فقط يملك زملاءاً ومعارفاً ... ولكن ليسوا أصدقاء أبداً .. صديقه الوحيد ترك المدينة والبلد منذ زمن !!

لم يدرى لم ظهرت فى رأسه بغتة فكرة غريبة ؟ ... كان زملائه فى الثانوية يسخرون منه ويستهزئون به لأنه لم يعاكس فتاة ولو لمرة واحدة فى حياته ... وكانوا يطلقون عليه ألقاباً عديدة منها "المتزمت" .. وأخرى "الدحيح" .. أما اللقب الذى كان يستثيره ويغيظه جداً هو "البنت المكسوفة" .. كان يؤلمه للغاية وكثيراً ما كان يتشاجر مع من ينادونه هكذا وعادة ما كان يضرب هو فى النهاية .. وينتهى الأمر به فى حجرة أستاذ (عبد الحميد) مدرس اللغة العربية وهو ينصحه بأن يبتعد عنهم، وأنه ليس مثلهم لأنهم رفقاء سوء وفشلة، أما هو فهو طالب مجتهد متفوق هدفه واضح ومحدد .

أخذته هذه الأفكار ولكنه كان محنقاً جداً على ضعفه واستسلامه الدائم لنصيحة أستاذ (عبد الحميد) .. حتى وجد نفسه يقول ساخراً بصوت عالى :

_ " أنت طالب مجتهد .. ليك هدف واضح ومحدد .. أيوا .. أخرتها حمار شغل .. وبيت فاضى مفهوش غيرك .. وكل "رفقاء السوء" عندهم دلوقتى بدل العيل تلاتة .. وتلاقيهم بيقبضوا أحسن منك .. ولا يهمك بس أنت ليك هدف واضح ومحدد " !!

جرع آخر قطرات العصير، وقام ليرميها فى السلة، ونظر إلى التليفون القابع فى هدوء ... وابتسم .. وتمتم قائلاً:

_ " ولم لا؟! "

كانت فكرة أنه لم يعاكس فتاة واحدة فى حياته مسيطرة عليه تماماً .. ولأنه حقيقة خجول " زى البنت المكسوفة فعلاً" لم يكن يجرؤ على أن يفكر فى مطاردة إحدى الفتيات فى الشوارع .. ربما عن طريق التليفون نعم .. هكذا اختمرت الفكرة فى رأسه .. وأوضعها محل التنفيذ .. مد يده ليلتقط السماعة و ...

ترررررررن .... تررررررن

جفل من المفاجأة، ولكنه رفع السماعة ليجد زميله على الطرف الآخر يقول :

_ " (طارق) .. معلهش .. ممكن تمسك بدالى بكرة .. علشان أنا حصلى ظرف طارئ "

ابتسم (طارق) فى حسرة .. وضحك فى داخله .. وهو يضع السماعة بعد أن أجاب بهدوء : " مفيش مشكلة" !!

الخميس، ٢ أغسطس ٢٠٠٧

شباب عايز الحرق

أعتقد أننى لست الوحيد من شباب هذا الجيل الذى عشق كل كلمة يكتبها د.أحمد خالد توفيق، وهذا ليس مبالغة أو مجاملة ولكن الرجل يمتلك أسلوباً معاصراً جيداً بالفعل، ويتحكم فى اللغة بطريقة تثير الدهشة والريبة فى ذات الوقت، ناهيك عن كم المعلومات المرعب التى يمتلكه والتى يجعلك تندهش وتتسائل فى حيرة :
- كيف تسنى لهذا الرجل أن يقرأ ويفهم ويهضم كل هذا ... ؟!!
أنا أرى أن أجيالاً كاملة من الشباب تربت على أدب د.أحمد خالد توفيق بلا أدنى مجاملة، دعوكم من ثرثرتى التى ليست لها قيمة، ودعونى أقدم لكم هذا المقال الذى كتبه عن الشباب ...
شباب عاوز الحرق .! بقلم د/ أحمد خالد توفيق


ثمة إجماع في وسائل الإعلام والأعمدة الصحفية على أننا رزقنا – من دون الأمم – بألعن جيل من الشباب الرقيع المنحل الشهواني التافه.. (شباب عاوز الحرق) باختصار شديد.. نحن وكل جيلي سلبنا الشباب أحلامه، واحتللنا المناصب التي يمكن أن يطمح إليها، وحرمناه أبسط الحقوق التي يمارسها أي قط في زقاق: الملجأ والزواج، وأعطيناه سفينة غارقة نخرة امتلأت بالثقوب نُهب كل لوح خشب وكل مسمار فيها، وقلنا له إن عليه أن يتولى الإبحار بها بعدنا .. وينظر الشاب إلى البحر الذي يعج بالأساطيل وحاملات الطائرات التي صنعها الآخرون، فيتساءل: ماذا كنتم تفعلون طيلة هذا الوقت حينما كانت السفينة لكم ؟.. فنقول له: أنت شاب شهواني قليل الأدب .. وربما سافل كذلك .. مشكلتك هي أنك كسول تريد كل شيء بلا تعب ..نعم .. وسائل الإعلام تنظر بريبة واضحة إلى هؤلاء الأوغاد بشواربهم نصف النامية والحبوب في وجوههم وأصواتهم الخشنة .. وهي تتظاهر بحبهم وتقدم لهم الكثير من (نانسي عجرم) و(أليسا)، لأنهم ما زالوا الوسط الاستهلاكي الأفضل، لكنها تعتقد في قرارة نفسها إنهم خطر أمني داهم، وأنهم يدارون ذيولهم في سراويلهم ..المشكلة فعلاً أن الشباب لم يعد على ما يرام .. هذه الطاقة الكاسحة المعطلة التي حرمت الأمل والمشروع القومي المشترك تزداد خطرًا يومًا بعد يوم، والفراغ يهدد كل شيء وكل بيت .. لاحظ انتشار الكافتيريات وملاعب البلياردو ومقاهي السايبر.. باختصار: ثقافة البطالة. لاحظ نمو التطرف الديني الذي تزامن مع غياب المشروع القومي والأمل في الغد. ولغة (الروشنة) التي يستعملها الشباب تحوي في 90% من كلماتها معاني الاستهتار والتحدي .. دعك من الوقاحة التي يشكو منها كل مدرس .. يحكي الدكتور (جلال أمين) – العالم الوقور عظيم الشأن - عن شاب من هؤلاء دنا من سيارته وهو جالس فيها ينتظر زوجته، فاستند على النافذة بجواره، وراح يثني مرآة سيارته ويفتحها بلا توقف وبلا هدف واضح وعلى سبيل التحدي فقط، بينما ظل الأستاذ الكبير جالسًا في السيارة صامتًا يرقب هذا السلوك غير المفهوم..لكننا نحن المسئولون بالكامل عن خلق هذا الوحش .. وكما يقول الشاعر العربي:إنا بأيدينا جرحنا قلبنا .. وبنا إلينا جاءت الآلامقرأت لأحد الصحفيين الكبار (الفلاسفة) – ولن أذكر أسماء لأن بلاط السجن سيكون باردًا جدًا في هذه الفترة من السنة - أنه كان في رحلة مع مجموعة من الشباب حينما سمعهم يغنون: الأقصر بلدنا بلد سواح .. فيها الأجانب تتسوح .. وكل عام وقت المرواح بتبقى مشتاقة تروح .. وتسيب بلدنا !يتساءل الأستاذ العبقري: أين ذهب الانتماء لدى جيل الشباب ؟... ذهب يا سيدي الفاضل بسببك وسبب أمثالك، الذين أيدتم كل نظام حكم وكل سياسة، وعملتم جاهدين من أجل الوصول إلى الثراء والنفوذ صاعدين سلمًا من أجساد الشباب المطحون .. في عصر كانت الصحف المصرية ترسم فيه الزعماء العرب جالسين على (قصرية) أطفال، وفي عصر كان يعلن فيه في الصحف عن زيادة الأسعار فتكتب مقالاً كاملاً تؤيد فيه هذه الخطوة المباركة التي تأخرت كثيرًا، وحينما يضع السادات كل قوى مصر السياسية في السجن تكتب مباركًا (ثورة سبتمبر) هذه .. يؤمن الشباب بعبد الناصر فيخرج ألف كتاب يلعن عبد الناصر .. يحن الشباب إلى سعد زغلول فتمزقون سعد زغلول ..كل إنجازات يوليو تحولونها إلى كوارث يوليو .. تهللون للاشتراكية في عهد عبد الناصر ثم تلعنون أباها في عهد السادات .. وتلعنون أمريكا في عهد عبد الناصر وتكتشفون أنها الشريك الكامل الأمين في عهد السادات. ولولا بعض الحياء والخشية من النظام الحالي الذي يستمد شرعيته من أكتوبر لشككتم في حرب أكتوبر ذاتها : "المصريون لم يعبروا القناة في أكتوبر .. القناة هي التي تحركت إلى الغرب بضعة كيلومترات". في إحدى فترات الخلاف العابرة مع أمريكا قرأت مؤخرًا لصحفي كبير جدًا يقول: "علينا أن نشفى من خرافة أن 99 من أوراق الحل في يد أمريكا!". والحقيقة أنك يا سيدي كتبت هذه الخرافة مرارًا من قبل خاصة في عهد السادات ..من حسن حظ الشباب أنه لم يقرأ مقالاتك القديمة تلك وإلا لجن بالتأكيد..تخرج وسائل الإعلام للقاء الشباب ومعها المذيعة التي سكبت زجاجة أكسجين كاملة على شعرها ووضعت طنًا من المساحيق كأنها إحدى بطلات مسرح الكابوكي الياباني.. تسأل الشاب عن اسم وزير (التوابع المضادة) أو وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) فلا يمن الله عليه بكلمة .. من ثم تخرج الصحف صارخة: الشباب تافه شهواني رقيع .. ليت الشباب يهتم بعقله كما يهتم بالدهان الذي يسكبه على شعره ..الحقيقة أن الإجابة عن هذا تكمن في كلمات (أورويل) في روايته الرائعة 1984 عندما دبت مشادة بين البطل وحبيبته حول (هل كان الحزب في حرب مع أيستاسيا أولاً أم كان في حرب مع إيوراسيا ؟)... يقول (أورويل) إن الفتاة لم تكترث بهذا على الإطلاق لأنها لا ترى فارقًا بين هراء وهراء آخر .. الشاب لم يختر وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ولم يسمع عنه من قبل، ويوم يرحل هذا الوزير فلن يعرف أحد السبب .. إذن ما جدوى معرفة اسمه ؟.. لا فارق بين (هراء وهراء آخر).. اسمحوا للشاب أن يختار وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ثم طالبوه بأن يعرف اسمه، وانصبوا له المشانق لو لم يعرفه ..نفس الشيء ينطبق على الأسئلة من طراز (متى مات بيلاطس البنطي ؟).. (ما طول نهر المسيسبي ؟).. (من مؤلف كتاب تثقيف الشعوب في تقنية الحاسوب ؟).. السيدة المذيعة لو انتزعوا منها البطاقة الأنيقة لن تعرف الإجابة، والسيد المعد لا يعرف الإجابة وأنا لا أعرف الإجابة، وليس مما يفيد الإنسان المعاصر أن يعرف طول نهر المسيسبي ما دامت هذه المعلومات موجودة في أية دائرة معارف .. إنها ثقافة (الكلمات المتقاطعة) التي يصرون على أنها هي الثقافة ولا شيء سواها، بينما الثقافة هي أن تستخدم ما تعرف في تكوين مفهوم متكامل للعالم من حولك وكيفية التفاعل معه ..لكن وسائل الإعلام لا ترضى بهذا .. هي لا تريد إلا أن ترى الدماء تسيل وتلطخ كل شيء .. لهذا تطالب برأس الشاب التافه.. بينما اسم آخر أغنية لراغب علامة أو عيد ميلاد روبي هي بالفعل معلومات تبدو مهمة للشاب .. على الأقل هو لا يُرغم على معرفتها، وتمس حياته – ورغباته – بشكل واضح .. ولا تتعالى عليه أو تعده بما لا يمكن تحقيقه .. ولا تهدم ما آمن به من قبل بلا مبرر.. والأهم أنها لا تسد عليه طريق الترقي والنمو في الحياة .. باختصار: (روبي) تبدو هي الشيء الوحيد الحقيقي وسط كل هذه الأوهام وكل هذا الكذب ..الشباب ليس مجموعة من الملائكة، لكنهم ليسوا شياطين ..سوف يصيرون كذلك لو لم نفق من غيبوبتنا، ونحن لسنا ملائكة ولا شياطين .. نحن ملاحون خائبون غرقت سفينتهم أو كادت .. وعلينا أن نترك قطعة خشب واحدة طافية ليتمسك بها من يأتون بعدنا.

الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠٠٧

وهكذا بدأت

كانت أول مرة أعرف فيها شيئاً عن عالم المدونات خبراً منزوياً فى صفحة فى أحد الجرائد، ولما لم تكن معرفتى بالمدونات موجودة أصلاً، فكان التصرف الطبيعى وقتها أننى لم أهتم بالخبر كثيراً، ونسيت الأمر تماماً !
وعدت أتذكر الخبر مرة أخرى عندما أخبرنى صديق عزيز على وهو محمود السخاوى صاحب مدونة "شوية أفكار" أن أزور مدونته وأن أبدى رأيى فيها وهذا بالطبع جعلنى أستفسر منه أكثر عن المدونة، وماذا تعنى ؟
وأعجبتنى الفكرة جداً، خاصة وأنا منذ الخامسة من عمرى وأنا أكتب ولا أحد يقرأ لى سواى، ربما أكون قد كتبت عشرات القصائد الشعرية والقصص القصيرة، ومئات المقالات، كنت أكتب فى كل موضوع وما يخطر على ذهنى أجد يدى تخطه على الورق دونما أى استئذان.
وعندها قررت أن تكون لى مدونة، وكان هذا الكلام منذ ما يقرب من سنة، اعتقدت أن من ينشئ مدونة لابد وأن تكون لديه موهبة الكتابة وملكة التعبير، ولكن ... وجدت مئات المدونات لمئات الأشخاص، وبعضهم لا يجيد الكتابة، وقد لا يجيد النحو أيضاً، ولكن الأمر هنا مختلف تماماً، الأكثرية ترى أن من تكنولوجيا العصر أن تمتلك إيميلاً (E-mail) ومدونة وموبايل وإلا فأنت لا تعيش فى الألفية الثالثة.
ولذا فقد أحجمت كثيراً، وترددت كثيراً، قبل إنشاء هذه المدونة، إلى أن فعلتها الآن ... متمنياً أن يجد كل من يدخل إليها ولو من باب حب الاستطلاع، أن يجد معلومة مفيدة، أو قصة ممتعة ... أو حتى ... أترك الفراغ ليكمله كل من يدخل على هواه.
لا أعدكم أن تجدوا "تولستوى" يكتب، أو "تشيخوف" يقص، أو "نجيب محفوظ" يروى، ولكن كل الذى أقدر على وعدكم به أن سأبذل قصارى جهدى كى لا يضيع وقت أحدكم قرأ تصفح هذه المدونة فيما لا يفيد ..
أعدكم أننى سأبذل قصارى جهدى حتى لا يغلق أحدكم الصفحة مقطباً وهو يقول فى استياء :
- ما هذا القرف !!
وإن فعلها فسأكون وقتها معه، وأغلق هذه المدونة إلى الأبد .